رمضان يا شهرا تبارك حِلُّه ...
إني سررت بعودكم رمضان
تأتي فتزهو حالنا في صومنا ..
وتجيء تخشع حولك الأزمان
والروح في شهر التقى إذ ترتوى ..
بسناه .. كم يتجدد الإيمان
أتخيل المجد ..الذي قد حفّنا
والعدلَ يوما .. والنّهى سلطان
الأرضُ كانت فرشنا ..وسماؤها
أفق لنا ..ونجومها ديوان
صلواتنا رعد ..ومن صولاتنا
غيث مديد ..والصدى قرآن
واليوم نحن .. شراذم منهوكة
ينعى خطانا البيض والسودان
في كلّ حدب كبوة وخطيئة
في كل صوب ..دمّنا طوفان
إنّي أنا المحزون .. من أحزاننا ..
فإلى متى تتكدّس الأحزان ؟؟؟
ومتى تزول هزائم ملتفة ..
ومتى نفيق فيهربَ الخذلان
النائبات تكاد يطغى شرها ..
في قعر إفك.. تغرَق الأوطان ..
هلا سألتِ الخيل يابنة مالك
أين السيوف ..وأينها الفرسان؟؟
خابت رؤاها وانجلت أحلامها ..
خارت قواها ..مثلما الثيران..
أفد الترحل غير أن دروبنا
موعورة وتحفها الوديان
يا ناق إن الليل يأكل سيرنا
سيري فلا يترجل الركبان
يا حادي العيس تنبه إننا ..
في غيضة وتعاوت الذؤبان
في لج بحر طوّحتنا فلكُنا..
في بحر تيه غابت الشطآن
يا ليلة القدر ..أنيري دربنا
يا عيد ..أقبل غُيّب الربّان .
هذا العراق .. رأيتَ كان بعزه ..
واليوم فيه تناعب الغربان
وبسوريا تلتف أيدي فتنة ..
ضل الرجال فضاعت التيجان
والذبح واليمن التعيس وطغمة
من شر ما أنجبها بهتان
وبمصر ينزف حلمها وبأرضها ..
يشتط فيها الظلم والطغيان
وبليبيا .. تقتات شر عصابة
بدم الشقاق ..فتصطلي نيران
وتنزّف الحلم الجميل.. بتونس
وتخبطت..في دمّها سودان ..
القتل والتخريب صار قصيدة
في حبكها يتفنن الشيطان
وبعهده المشؤوم تؤكل أمة..
والعالم ..متربص ..جوعان
من قال إن الذل لا يطحو بنا
والذل في إذلالنا ألوان...
المال في أطرافنا متموج
والنفط في أرجائنا خزان
لكننا كالشيخ لما يشتهي..
للأكل قد تختانه أسنان
في كل قطر سؤدد ..وزيادة
ويبيض في أقطارنا نقصان
ضاعت حقوق الناس في أوطاننا
لما تقلد أمرنا .. الخَوّان
فسد القضاء .. وعربدت سفهاؤه
منع القصاص ..وأبطل الميزان
وتقوض العلم ..وساد الجهل في
عقر المدارس .. توّجت عوران
لا خير في وطن تجهّل شعبه
ما خطب شعب ..جنده عميان ؟؟
في لج بحر طوّحتنا فلكُنا..
في بحر تيه غابت الشطآن
يا ليلة القدر ..أنيري دربنا
يا عيد ..أقبل غُيّب الربّان .
